هديل فتاة مسلمة مواظبة على فروض الطاعة وقراءة القران والابتعاد عن الاختلاط بالرجال والتعامل معهم ولكنها كأي فتاة أخرى تملك أحاسيس ومشاعر مرهفة وهي في فورة شبابها ولم تستمع إلى أحاديث صديقاتها عن الحفلات والشباب وقضاء الأوقات الممتعة بصحبتهم وإنما كانت تفضل الانعزال عنهن والانقطاع إلى الله تعالى
ولكن هيهات هيهات أن يتركها الوسواس الخناس لحالها وفي عبادتها بل بدا يوسوس لها تارة بعد أخرى لاغرائهاواغوائها دون جدوى وأخيرا بدا يأتيها بشكل يومي في المنام ويتحدث معها عن أطايب الدنيا والعلاقات المحرمة دون جدوى ومن المعلوم انه كلما زادت عبادة العبد واتصاله بربه وخوفه منه ومن عقابه أسرع الشيطان إليه بكل وسائله وحيله ليزله عن الطريق القويم وما يزال به حتى يحرفه عن عبادته
ولكن هيهات أن يفرح الملعون بحرف هديل عن عقيدتها وهي التي ذاقت حلاوة العبادة والطاعة وأخيرا استهلك الشيطان كل وسائله دون جدوى فأصبح يأتيها محاولا مجامعتها وما أن يقترب منها محاولا لمسها إلا استيقظت وقرأت آيات من القران الكريم حتى يبتعد الشيطان عنها ولكنه كان يعاود المحاولة تلو الاخرىهى عسى أن يظفر منها بشيء دون جدوى
وأرقت هذه الحالة هديل وأصبحت تظن بنفسها الظنون فلماذا يترك الشيطان كل هؤلاء الفتيات السافرات ويقصدها بالذات وأصبحت تظن بأنها مقصرة في واجبها نحو ربها حتى سلطه عليها أو أن عبادتها ليست خالصة لوجه الله تعالى وأصبحت الأفكار تأخذها وتتقاذفها كالأمواج صارت عصبية وتعيد الصلاة وهي تظن أن الله لم يتقبل منها صلاتها ولم تعد تنام
وأخيرا حضرت إلي تستشيرني في حالتها عسى أن أرشدها إلى طريق تتخلص به من هذه الحال وضحكت كثيرا على أفكارها وطمأنتها إلى أن السبب في مراودة الشيطان لها هو إلهاؤها عن عبادتها واعتقادها وإيصالها إلى الحالة التي أصبحت عليه فعاد الاطمئنان إلى قلبها وعلمتها آيات من الذكر الحكيم لا يستطيع الشيطان الوصول إليها بعد قراءتها بإذن الله تعالى
وشفيت هديل والحمد لله تعالى من حالتها وعادت إلى صلاتها وانقطاعها لربها وهي تضحك حين تتذكر أساليب الشيطان في اغوها وحرفها عن عبادتها