خليلة الشيطان؟؟

استيقظت أمينة مذعورة من النوم وهي تحس بان شخصا ما قد اقتحم غرفتها واخذ يتحسس جسدها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها ولكنها لم تجد أحدا سوى السكون المخيم على المنزل فاستغفرت ربها وتعوذت من الشيطان الرجيم ودارت في أرجاء الغرفة وهي تفتش وراء الستائر وفي الخزانة بدون أن تعثر على احد فعادت إلى النوم مجددا بعد أن مكثت حوالي نصف ساعة وهي مغمضة عينيها نصف اغماضة ظنا منها أن ذاك الشخص سوف يعود مجددا ولتطمئن نفسها بان الغرفة خالية ولا يوجد بها احد وغفت وهي على هذه الحال ولكنها سرعان ما انتبهت مذعورة وهي تطلق صرخة قوية أفاق جميع من في المنزل من قوتها وانطلقوا إلى غرفتها وفي عيونهم إشارات الاستفهام عما الم بابنتهم العزيزة
لقد كانت أمينة تلتف باللحاف وهي تصرخ وتحشر نفسها في زاوية الفراش وتنظر إلى إحدى زوايا الغرفة وتقول أرجوكم امسكوه أرجوكم امسكوه لقد اعتدى علي واغتصبني ؟؟

ونظر الأهل إلى زاوية الغرفة ولكنهم لم يشاهدوا أحدا في المكان الذي تنظر إليه ولكنها كانت تصرخ بأعلى صوتها هذا هو المجرم ؟؟هذا هو المجرم الذي اغتصبني ؟؟؟ودخلت أمينة في حالة هستيرية تضحك أحيانا وتبكي أحيانا أخرى ولم تستقر حالتها ال بعد حضور الطبيب الذي أعطاها مهدئا جعلها تغط في نوم عميق ؟؟؟

وخرج أهلها من الغرفة وهم يضربون أخماسا في أسداس كل واحد منهم يعطي تفسيرا لهذه الحالة ولكن أحدا منهم لم يستطع ان يكتشف الحقيقة المرة التي جعلت حياة امينة جحيما وجعلها تنتقل من عالم العقلاء إلى عالم الجنون ومضت الأيام وأمينة على هذه الحال ما أن تفيق حتى تصرخ :ابعدوا هذا المجرم الذي اعتدى علي من هنا ؟؟؟؟أرجوكم صدقوني ؟؟انه يعتدي علي؟؟؟أرجوكم اقتلوني وخلصوني من حالتي التي أعيشها؟؟؟؟؟ولكن لم يستطع احد ان يتفهم حالتها ومكثت امينة على هذه الحال مدة طويلة من الزمن ..وتحولت الى شبه انسانة بعد ان كانت تضج بالحياة والنشاط
ولما لم يستطع احد من الناس والأطباء مساعدتها في الخلاص من حالتها حتى ان اقرب الناس بدا يتهمها بالجنون والهلوسة قررت امينة الخروج من حالتها التي أصبحت عليها؟؟؟؟لقد قررت امينة الاستسلام لهذا الشخص وليكن ما يكون؟؟؟
ومضت الأيام وأمينة تعود يوما بعد يوم الى حالتها الطبيعية ولم يكن ينغص حياتها سوى هذا الشخص الأسود الذي يأتيها كل ليلة ليمارس معها جميع فنون الحب وأصبحت أمينة تتعود على هذه الحالة؟؟بل لقد أصبحت تستمتع به وبممارسته وامتنعت عن قبول الخطاب الذين يطلبون ودها وعزفت عن الاختلاط بالناس.....وأصبحت حياتها محصورة في محيط هذا الشخص
وعندما شرح أهلها حالتها لي بعد ان دلهم اهل الخير على المنزل أرسلت في طلبها فحكت لي ما حدث معها بالتفصيل وعندما طلبت منها ان أساعدها في التخلص من سيطرة هذا الشخص انتفضت ونهضت من مكانها وتفوهت ببضع كلمات قائلة: أرجوك يا شيخ دعوني إلى مصيري ولا تتدخل ؟؟؟لقد اتهمني أهلي بالجنون وانا عاقلة ؟بل لقد وصل بهم الحال الى محاولة وضعي في مشفى لأمراض العصبية والعقلية ولم يصدقني احد او يتعاطف معي اي شخص ويحاول أن يتفهم حالتي وانا الان انتقم من اهلي بهذا العمل ولا اقبل ان يتدخل احد في هذا الامر ومضت والدموع تملا عينيها
لقد كانت هذه هي المرة الوحيدة التي التقيت بامينةفيها
وأريد أن أقول للأهل: أيها الأهل استوعبوا أبنائكم وتفهموا أوضاعهم خير لكم من ضياعهم وانتم تضحكون عليهم وعودوا إلى الله تعالى في كل أموركم واعلموا أن هناك جانبا روحانيا في هذه الحياة وليست المادة وحدها هي أساس الحياة

لا تنسانا من دعوة صالحة