الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين الحمدلله الذي منَّ علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم, فأخرجنا من ظلمات الجهل والكفر الى نور العلم والايمان واخبرنا على لسانه بما كان وبما هو كائن الى يوم القيامة
قال الله تعالى ( حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنَّا ظالمين )وعن ام حبيبة بنت ابي سفيان عن زينب بنت جحش ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوماً فزعا يقول" لا إله إلا الله , ويلٌ للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها , قالت زينب بنت جحش فقلت" يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال" نعم إذا كثر الخبث)ولقد ورد ذكرهم في كثير من الاحاديث النبوية وسأذكر بقية الأحاديث من خلال الموضوع إن شاء الله تعالى
يعود نسبهم من بني آدم من ابناء يافث بن نوح.بما رواه ابو هريرة مرفوعا(ولد لنوح عليه السلام سام وحام ويافث, فولد لسام العرب وفارس والروم وولد لحام القبط والبربر والسودان وولد ليافث يأجوج ومأجوج والترك والصقالبة)وفي حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ( ولد لنوح ثلاثة سام ابو العرب وحام ابو السودان ويافث ابو الترك)وقال صلى الله عليه وسلم( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك , قوما وجوههم كالمجان المطرقة(ان وجوههم عريضة ووجناتهم مرتفعة) يلبسون الشعر ويمشون في الشعر) اما اوصافهم الخلقية قال الشوكاني في فتح القدير ( وقد وقع الخلاف في صفتهم فمن الناس من يصفهم بصغر الجثث وقصر القامة ومنهم من يصفهم بكبر الجثث وطول القامة ومنهم من يقول لهم مخالب كمخالب السباع وإن منهم صنفا يفترش إحدى أذنيه ويلتحف بالاخرى , ولأهل العلم من السلف ومن بعدهم أخبار مختلفة في صفاتهم وأفعالهم)ومن خلال الاحاديث النبوية ظهر ان اقرب الناس شبها بهم هم الأتراك مع وجود القصر فيهم الذي أخرجه ابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال( يأجوج ومأجوج شبر وشبران وأطولهم ثلاثة أشبار وهم من ولد آدم )والصحيح ان يأجوج ومأجوج من بني آدم وعلى اشكالهم وصفاتهم وقد قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله خلق آدم وطوله ستون ذراعا ثم لم يزل الخلق ينقص حتى الآن) إذن ان صفات الأتراك مطابقة لصفات يأجوج ومأجوج ولننظر الى صفات الأتراك كما بينتها الاحاديث النبوية . عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال" لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار الأعين ذلف الأنف كأن وجوههم المجان المطرقة. وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم (قال) انكم تقولون لا عدو وإنكم لا تزالون تقاتلون عدواً حتى تقاتلوا يأجوج ومأجوج عراض الوجوه صغار العيون صهب من كل حدب ينسلون كأن وجوههم المجان المطرقة .ومجمل هذه الاحاديث يبين لنا بوضوح تام صفاتهم , واما عددهم كثير كثرة هائلة حتى ان اولهم يمر ببحيرة طبريا فيشربها فيمر أواخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء كما روي عن الرسول صلوات ربي وسلامه عليه قال" والذي نفسي بيده إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء قط إلا كثرتاه يعني(يأجوج ومأجوج )اي ما كانتا مع شيء الا غلبتاه كثرة وهذا يدل على كثرتهم وأنهم أضعاف الناس مراراً عديدة , فهم امم وخلق لا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم سبحانه ولكثرة عددهم فهم يأخذون الحيز الاكبر من الأرض فقد أخرج الداني في سننه عن الاوزاعي قال " قال ابن عباس رضي الله عنه ( الارض ستة اجزاء فخمسة أجزاء فيها يأجوج ومأجوج وجزء فيه سائر الخلق )وعن عبدالله بن عمر قال( إن الله تعالى جزأ الخلق عشرة أجزاء فجعل تسعة أجزاء الملائكة وجزء سائر الخلق , وجزء الملائكة عشرة اجزاء فجعل تسعة اجزاء يسبحون الليل والنهار لا يفترون وجزء لرسالته , وجزأ الخلق عشرة اجزاء فجعل تسعة أجزاء يأجوج ومأجوج وجزء سائر الخلق)اخرجه الامام الحافظ ابو عبدالله الحاكم في مستدركه وقال هذا صحيح الاسناد .
هل هم موجودون الان عندما تقرأ قصة ذي القرنين من سورة الكهف فإن الايات القرآنية تشير الى وجودهم خلف السد الذي اغلقه عليهم ذو القرنين اقرأ من قوله تعالى ( ثم اتبع سببا حتى اذا بلغ بين السدين(الى)وما استطاعوا له نقبا)(الكهف 97,89)بينت الايات انه سلك طريقا جهة الشمال حيث الجبال الشاهقة حتى إذا وصل الى منطقة بين حاجزين عظيمين وجد هنالك قوماً لا يخالطون الناس لبعدهم فثقل كلامهم , فاخبروا ذا القرنين عن يأجوج ومأجوج وانهم مفسدون في الارض وطلبوا منه ان يجعل بينهم وبين يأجوج ومأجوج حاجزا , فأجابهم وبنى السد وهم الان محجزون خلفه لا يستطيعون الصعود عليه او ثقبه , ومحاولاتهم لتسوره غير مجدية لعلو السد وملاسته ومحاولة خرقه من أسفل لا طاقة لهم بها لصلابته وثخانته وقد ورد في الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غداً , فيعودون اليه كأشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم واراد الله عزوجل ان يبعثهم الى الناس حفروا حتى اذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غداً إن شاء الله (يستثني) فيعودون اليه وهو كهيئته حين بركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس,اذا هم لا يستطيعون الخروج حتى يأذن الله لهم فهم موجودون لكن اين ؟ لا يعلم ذلك الا الله تعالى.وقد يتساءل البعض لو كانوا موجودين لتم اكتشافهم فالاقمار الصناعية والوسائل العلمية التي توصل اليها العلماء اليوم كفيلة بتصوير كل ما على الارض والجواب على ذلك ان مكان وجودهم يدخل تحت حكم الغيب الالهي كالجن والملائكة وكلهم موجودون وهم اكثر من يأجوج ومأجوج ولكن لا نراهم؟ وتحديد مكان السد قطعاً أمر غير وارد ولا يعرف عن مكان السد واين هو؟لأن النصوص القرآنية والاحاديث النبوية لم تحدد ذلك بل جاءت مبهمة . اما محاولتهم لهدم السدفقد ذكرت الايات القرآنية والاحاديث النبوية ان يأجوج ومأجوج يحاولون خرق السد كل يوم منذ ان بناه عليهم ذو القرنين وما زالت محاولاتهم لخرقه حتى الان ولكن جميع محاولاتهم تبوء بالفشل ولم تنجح منها واحدة وذلك لان خرق السد مرهون بإذن الله سبحانه وتعالى وإرادته قال تعالى( فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء . وكان وعد ربي حقاً )وقال تعالى (فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقباً )
بعد ان يفتح السد يخرجون للإفساد ودب الذعر في الارض وهلاك الحرث والنسل وقتل الناس وليدمروا كل ما على الارض وليحاربوا اهل السماء وهذا ما ورد في كيفية خروجهم على الناس من آحاديث نبوية شريفة
(كثرتهم) عند خروجهم من السد لكثرتهم فهم من كل مرتفع ومن كل طريق ومن كل أكمه من كل ناحية يسرعون النزول , يسرعون المشي للفساد في الارض , لن يموت واحد منهم إلا ترك من ذريته ألفاً فصاعداً(يأجوج امة ومأجوج أمة كل امة أربعمائة الف امة لا يموت منهم حتى ينظر الى الف عين تطرف بين يديه من صلبه
(يشربون مياه الارض)هم يشربون ماء الحياة حتى لا يبقى منه شيء من اجل ان يهلكوا من على الارض عن الرسول صلى الله عليه وسلم (يكون جمع منهم (اي مجموعة) بالشام وساقتهم في خراسان فيشربون انهار المشرق حتى تيبس.
معاركهم) يخرجون مسرعين من كل ناحية وصوب همهم الافساد في الارض يقتلعون زرعها ويشربون ماءها ويقتلون اهلها لا يقف في وجههم شيء الا اهلكوه ومعاركهم مع البشر معارك شرسة فقد اوجد الله فيهم من القدرة بحيث لا يستطيع بشر ان يقف في وجههم ولشدة قوتهم وجلدهم وعدم مقدرة احد بالوقوف امامهم يأمر رب العالمين سيدنا عيسى عليه السلام ان يختبئ بمن معه من المسلمين الى جبل الطور حتى ينجوا ومن معه من شرهم وبطشهم ويا ليت الامر يقف عند اهل الارض فبعد فراغهم من اهل الارض يوجهون سهامهم نحو السماء لمحاربة اهلها وهذا صنيع المتجبرين والمتكبرين في كل زمن روي مسلم في صحيحه عن النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في شأن يأجوج ومأجوج (ثم يسيرون حتى ينتهوا الى جبل الخمر هو جبل بيت المقدس , فيقولون لقد قتلنا من في الارض , هلم فلنقتل من في السماء , فيرمون نشابهم الى السماء ,فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دماً ) وفي حديث آخر عن ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" فيرمون بسهامهم الى السماء فترجع وعليها كهيئة الدم فيقولون قهرنا اهل الارض وعلونا اهل السماء .وعنه ايضا صلى الله عليه وسلم ( فيرمون سهامهم في السماء فترجع مخضبة بالدماء فيقولون قهرنا اهل الارض وغلبنا من في السماء قسوة وعلواً )إذا اراد الله أمراً هيئ له الاسباب وهكذا يأجوج ومأجوج يظنون انهم انتصروا على كل من في الوجود فهم الذين قتلوا كل من على الارض وهم الذين حاولوا قتل من في السماء وهذا يولد لديهم شعوراً بأنهم اقوى من في الوجود وهذا ينسيهم وجود إله قادر لا يعجزه شيء فهو القاهر فوق عباده فإذا اراد الله هلاكهم ارسل عليهم جنداً من جنوده وجند الله هم الغالبون ولا يعلم جنود ربك الا هو وعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال" ويحصر نبي الله عيسى عليه السلام واصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خير من مائة دينار لأحدهم اليوم فيرغب نبي الله عيسى عليه السلام واصحابه فيرسل الله عليهم النغف(وهي الدود الذي يكون في انوف الابل والغنم) في رقابهم فيصبحون فرسى(هلكى) كموت نفس واحدة. يموتون كنفس واحدة يهلكهم الله جميعا بقدرته ويعلم المسلمون بموتهم فيخرجون من حصونهم ويهبطون الى الارض ومعهم عيسى عليه السلام ولكنهم لا يجدون في الارض موضع شبر الا وفيه جيفة من جيفهم رائحتهم تزكم الانوف ونتنهم تؤذي الناس فيستغيث عيسى عليه السلام ومعه اصحابه بالله ويطلبون منه العون ان يريحهم من جيفهم ونتنهم فيرسل الله سبحانه وتعالى طيراً تحمل جثثهم فتطرحها حيث شاء الله تعالى
انتفاع المسلمين بأسلحتهم) فكثرتهم تعني ايضا كثرة اسلحتهم وعتادهم وبعد موتهم سينتفع المؤمنون بها ان شاء الله وكذلك ستنتفع دواب الارض بلحومهم فتأكلها وفي حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال" سيوقد المسلمون من قسي( جمع قوس) يأجوج ومأجوج ونشابهم واتراسهم( وهو ما تقي به الضرب في الحرب) سبع سنين.وحديث آخر ( فوالذي نفس محمد بيده ان دواب الارض لتسمن وتبطر وتشكر شكراً (تسمن وتمتلئ شحما) من لحومهم.