بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وعباد الله الصالحين
عن أبي الزبير عن جابر
عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : ان ان من معادن التقوى تعلمك الى ما قد علمت علم ما لم تعلم , والنقص فيما علمت قلة الزيادة فيه , وانما يزهد الرجل في علم ما لم يعلم قلة الانتفاع بما قد علم .
فمن المشايخ قد أحكموا أساس التقوى وتعلموا العلم لله تعالى وعملوا بما علموا لموضع تقواهم
فعلمهم الله تعالى ما لم يعلموا من غرائب العلوم ودقيق الاشارات
واستبطوا من كلام الله تعالى غرائب العلوم وعجائب الاسرار
وترسخ قدمهم في العلم
قال أبو سعيد الخراز
أول الفهم لكلام الله العمل به لأن فيه العلم والفهم والاستباط وأول الفهم القاء السمع والمشاهدة
لقوله تعالى (ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد)
وقال أبو بكر الواسطي :
الراسخون في العلم هم الذين رسخوا بأرواحهم في غيب الغيب وفي سر السر
فعرفهم ما عرفهم وأراد منهم من مقتضى الآيات ما لم يرد من غيرهم
وخاضوا بحر العلم بالفهم لطلب الزيادات فانكشف لهم من مدخل الخزائن والمخزون تحت كل حرف وآية من الفهم وعجائب النص فاستخرجوا الدرر والجواهر ونطقوا بالحكمة
وقد ورد في الخبر
عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فيما رواه أبي هريره
أنه قال : ان من العلم كهيئته المكنون لا يعلمه الا العلماء بالله فاذا نطقوا به لا ينكره الا أهل الغرة بالله .
ويقال هي أسرار الله تعالى يبديها الى أمناء أوليائه وسادات النبلاء من غير سماع ولا دراسة وهي من الاسرار التي لم يطلع عليها الخواص .
وقال أبو سعيد الخراز
للعارفين خزائن أودعوها علومآ غريبة وأنباء عجيبة يتكلمون فيها بلسان الأبدية ويخبرون عنها بعبارة الأزلية وهي من العلم المجهول فقوله بلسان الأبدية وعبارة الأزلية اشارة الى أنهم بالله ينطقون
وقد قال تعالى على لسان نبيه
صلى الله عليه وسلم
(بي ينطق)
وهو العلم اللدني الذي قال الله تعالى فيه في حق الخضر عليه السلام
(آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علمآ)
صدق الله العظيم