ما تاثير ادوية الامراض النفسية على المصابين بامراض روحية؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين:
الكثيرون منا لا يستطيعون استيعاب اصابة احد من اهلهم او ابناءهم او ممن حولهم بأي عارض او مرض روحي كحالة المس او المس العاشق او التلبس او غيرها من الاصابات الاخرى المخصصة كالتابعة او ام الصبيان لاننا تعودنا في حياتنا ان نعزو كل شئ الى الاسباب العضوية او النفسية لان الكثيرين يعتبرون ان هذه الاصابات هي ضرب من الخيال والغيبيات وهم اناس متسلحون بالعلم بظنهم فان امنوا بوجود هذه الاشياء فهذا في عرفهم يعتبر ضربا من الجنون او قلة العقل او الجهل مع انهم يرون بام اعينهم بان هذه الامور موجودة في حياتنا
انا لا اريد القول من منطلق الايمان او من منطلق كوننا مسلمين ومقتنعون وعارفون بان كل ما قال الله تعالى عنه فهو الحق وكل ما اتى في القران او السنة فهو لا مجال للشك فيه وانما احب ان اناقش امثال هؤلاء المتعلمين الذين يشعرون بانهم او ان العلم ملم بكل شئ وان كل ظاهرة موجودة في الحياة لا تخرج عن نطاق العلم وان العلم الانساني قادر على الاحاطة به وقادر على تفسيره التفسير المنطقي والمعقول والذي يجعلهم يشعرون بالارتياح والسعادة لانهم حافظوا على عقولهم من ان تتسرب اليها اي انواع الخزعبلات والغيبيات
من هذه القصص الكثيرة التي مرت علي خلال رحلتي الطويلة في العلاج قصة فتاة في المنتدى معنا لن اورد اسمها وهي فتاة والدها يعمل طبيبا وبرغم اصابتها بحالة من حالات المس العاشق الا ان والدها واهلها كانوا يرفضون الاعتراف بوجود مثل هذه العوارض في الحياة مع انهم مسلمين ومواظبون على عباداتهم ولكنهم كانوا يعتبرون بان هذه الامور هي ضرب من الخيال ولم يستطيعوا استيعاب حالة ابنتهم وانما قصدوا الاطباء النفسانيين لمعالجتها ظنا منهم ان هذا هو السبيل المناسب لعلاجها بالادوية والعقاقير الطبية
لقد كانت الفتاة تتصل بي وهي تشكوا ما يحدث معها وانا اعرف جميع الاعراض التي كانت تحدث معها حتى اني اتصلت مع والدها وحاولت افهامه ما تعاني منه ابنته ولكنه مع ذلك لم يقتنع الا بعلاجها عند الاطباء النفسانيين الذين عرضوها الى جلسات الصدمات الكهربائية والادوية والعقاقير المختلفة والتي ادت في النهاية الى التأثير على عقل الفتاة واصابتها بانهيار عصبي في البداية ثم تم ادخالها الى احد مصحات الامراض العقلية والتي ما زالت فيها الى الان حيث فقدت الفتاة احساسها بالحياة لان الادوية التي تعاطتها ادت الى حدوث اختلالات في حالتها العقلية بينما في الحقيقة لو ان احدا من اهلها استوعبها وحاول ان يقصد بها احد المعالجين لكانت ابنتهم في صحة وعافية ورجعت لحالتها الطبيعية بدون اي مشاكل وفي خلال فترة لا تتجاوز الاسبوع الواحد فهل هؤلاء الاشخاص مؤمنون حقا بالله تعالى ولا يشركون به شيئا؟؟
باعتقادي ان هؤلاء ينطبق عليهم القول:
وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون
وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين
ان هؤلاء مثل الذين قال عنهم ربنا تعالى انهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعضه لا هم الى هؤلاء ولا هم الى هؤلاء :
وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا
فقد كفر هؤلاء بالله تعالى لانهم فضلوا عقولهم على شريعة الله تعالى وعلى كتاب الله تعالى
ما الذي يحدث للمريض المصاب بالمس عندما نقوم باخضاعه للعلاجات النفسية والادوية والعقاقير التي يصفها الاطباء النفسانيون؟ نعم؟ عندما يكون المريض مصابا بامراض نفسية فاولى ان نقصد بهم العيادات النفسية المتخصصة كحالات الذهان والانفصام وغيرها من الامراض النفسية الاخرى اما ان نأخذ احدا مصابا بحالة مس او مس عاشق الى عيادة طبيب نفسي فهذا هو الجنون بعينه لان الادوية التي يصفها الطبيب للمصابين بهذه الحالات يؤدي الى تخدير كامل للمخ لانها كلها ادوية مخدرة للاعصاب ومهداة لها وللمخ فقط لا غير فنجد بان المريض بدأ يعاني من السمنة المفرطة والنوم المتواصل وعدم القدرة على التركيز وعلى التواصل ويصبح في عزلة مما يجعله بعد فترة من الزمن يصاب بانهيار كامل في انظمة التحكم بالجسم مما يجعل المس او العارض يتمكن منه اكثر ويصبح علاجه من الحالة اصعب حتى عند المعالجين لان العارض يكون قد استولى على المريض كاملا بسبب سيطرته على الجسم وعلى العقل معا في ان واحد فنجد بان العارض لم يعد يستجيب حتى للرقية الشرعية لانه اساسا مسيطر على المريض ولا يوجد اي رغبة لدى المريض في التخلص منه لانه مغيب كاملا في سيطرته على الجسد والعقل ولا يمكن علاج الحالة في هذه الحالات الا من خلال شيوخ ومعالجين متمرسين في الاحساس بالعارض وكيفية سيطرته على المريض والتحكم به من خلال الرقى المناسبة حتى يضعف من قدرته على التأثير على المريض وسيطرته على عقله لان العلاج يكون سهلا عندما يكون لدى المريض سيطرة على عقله ورغبة في التخلص من العارض بينما يصبح الامر اصعب عند فقدان هذه الرغبة ولا بد من معالجين متفهمين والحمد لله ان اغلب المعالجين الذين نراهم لا ينقصهم سوى ذيول فقط ليصلوا الى مرتبة الحمير
اتصل بي البعض من يومين يسألون عن المدة التي يمكن للانسان ان يتعالج بها من حالة المس فقلت لهم بأن اصعب الحالات عندنا يكون المريض متعرضا لعددة حالات مع بعضها البعض فان المدة لن تصل لاكثر من عشرين او خمسة وعشرين يوما فقالوا انهم ثلاث حالات يتعالجون عند احد المعالجين منذ اربع اشهر دون ان يحدث تغيير في حالتهم وان المعالج يقول لانهم بحاجة الى سنتين حتى يتم العلاج وهذا الكلام احزنني واضحكني معا :
حزنت لان امثال هذا الشخص يعتبر نفسه معالجا ويقصده الناس والعلاج ويبقى يستنفذ اموال البسطاء من المرضى الذين سيبقون يترددون عليهم طوال السنتين القادمتين
وضحكت لان هذا الشخص يملك من الدهاء ما يستطيع ان يلعب به على عقول الاخرين ويوهمهم بانه معالج حقيقي وله من القدرة ما تمكنه من علاج الاخرين خلال سنتين
انا استغرب كيف يصدق المريض او اهله مثل هذا الكلام وكيف يبقون مترددين طيلة اربعة اشهر على مثل هذا المعالج وهم لا يجدون اي فائدة ترجى من قرائته وعلاجه
الرقية قبل كل شئ هي دعاء من الله تعالى والاستجابة على الله تعالى فكيف سيقبل الله تعالى من يكذب على المرضى ويجعله سببا في شفاء المريض
اسأل الله تعالى ان اكون قد وفقت في ايصال الفكرة المناسبة اليكم بكلماتي القليلة
ان كنت اصبت فهو توفيق من الله تعالى وان كنت اخطأت فهو من نفسي
اللهم لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين